تعد قصبة امرديل من أشهر القصبات، تم إنشاؤها في القرن17 على يد محمد الناصري. صنفت كتراث عالمي انساني

الأربعاء، 20 مايو 2015

أراضي الجموع بأيت اتفاو في خطر !!!


عرفت منطقة سيدي افلاح في الآونة الأخيرة عملية تفويت العشرات من الهكتارات للخواص بغرض اقامة قرية سياحية، وجاء هذا التفويت بعد تواطأ مكشوف لبعض المسؤولين على الأراضي السلالية في ضرب صارخ للثقة التي وضعت فيهم من طرف أبناء القبيلة، فعوض حماية هذه الأراضي من الضياع وضمان استدامتها واستفادة الأجيال الحالية والمستقبلية، فضلوا تفويتها بالهكتارات الى كل مستثمر راغب في جمع الأموال، إن ما تعيشه هذه المنطقة اليوم على مستوى تدبير أراضي الجموع يحتاج من كل غيور وقفة تأمل، خاصة وأن كل قبائل بالجنوب المغربي تعمل على تحصين أراضيها من السطو والتفويت ولعل خير مثال هو منطقة تلات بوارزازت حيث منعت القبيلة في الآونة الأخيرة عملية تفويت الأرض الى مستثمر إماراتي قصد انجاز مشروع سياحي.

وبالرجوع الى مسألة تدبير أراضي قبيلة ايت اتفاو وجب التذكير على أن بعض المسؤولين يعملون على تفويت صفقات الكراء بمواقع إستراتيجية للأجانب مقابل منح مواقع رديئة لأبناء القبيلة.

هذا الواقع يجعلونا اليوم نطرح أكثر من سؤال حول حق أبناء ايت اتفاو في الأراضي التي تركها أجدادهم وضحوا من أجلها وسلموا مشعل الحفاظ عليها لخلفهم. ومن مجمل هذه الأسئلة ما يلي : هل نواب أراضي الجموع بهذه القبيلة واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم؟ هل عمليات تفويت الأراضي التي يقومون بها تحمل في طياتها تواطأ مكشوف يستشف من ورائه استفادة البعض بطريقة أوبأخرى؟ هل باقي أفراد القبيلة وخاصة الشباب يدركون خطورة الوضع؟ أليس هناك رجال بهذه القبيلة يستطيعون الحد من نزيف تفويت أراضيهم؟

نكتفي في هذا المقال بهذا القدر على أساس أننا قدمناه كافتتاحية ومقدمة تسبق الفضح والكشف، عن المزيد من الحيثيات وكذا صفقات التفويت التي تتم دون أن تعود بالنفع على أبناء القبيلة، وكذا الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية المباشرة في هذه المهزلة التي جعلت من هؤلاء أضحوكة، كما أننا سنقدم مقالات عن الثروات المعدنية التي تزخر بها المنطقة ككل والتي من المفترض أن يستفيد منها قبائل سيدي فلاح عموما.....لكن واقع الحال يعكس أنهم عرضة للسرقة والنهب ولا يستفيدون شيء غير الغبار الذي تتركه الشاحنات التي ترحل الثروات في واضحة النهار.

ترقبوا المزيد في قادم الأيام.
الإنسان يموت على عرضه وأرضه.....فأين انتم من هذا...


الأحد، 10 مايو 2015

عملية الدراس التقليدية: سكورة نموذجا



مايزال المجتمع المغربي في العديد من المناطق يحافظ على تقاليده الزراعية القديمة، و عاداته ذات الصلة بالطبيعة والارض، ومن تلك التقاليد "درس المحاصيل الزراعية بالطريقة التقليدية." .
و تنتشر هذه التقاليد الزراعية التي تسمى "الدراس" بشكل كبير في القرى والارياف النائية، وبخاصة في الجبال ذات المسالك الوعرة، حيث آلات الحصاد الحديثة التي يطلق عليها اسم (مكينة) لا تستطيع الوصول اليها.
و من بين هذه المناطق التي ما تزال تحافظ على تحصيل منتجاتها الفلاحية بهذه الطريقة؛ منطقة سكورة التي تقع في جهة سوس ماسة درعة، وبالضبط في اقليم ورزازات، وتبعد عن مركز الإقليم ب 42 كلم، طريق الراشدية، وهي منطقة فلاحية حيث تحيط بها الفدادين من كل جهة. وتعتمد في أغلبها على الزراعات المسقية، بالإضافة إلى النخيل وأشجار اللوز المشهور في المنطقة.
تعتبر عملية الدراس التقليدية احتفاءا بالكثير من الطقوس القديمة، التي مارسها الاجداد في المنطقة، حيث تعكس قيم التعاون و التضامن بين سكان الدوار وكذلك الدواوير المجاورة، بكون السكان يتناوبون اثناء موسم الدراس على تبادل دوابهم (الحمير) فيما بينهم ايمانا منهم بان التعاون والتآزر هو العروة الوثقى في هذه الحياة.
كما ان عملية (الدراس) تسبقها عملية الحصاد بالطريقة التقليدية التي تستعمل فيها المناجل فضلا عن جمع تلك المحاصيل في مكان يطلق عليه اسم "النادر" .
كل هذا يتم وفق برنامج مسبق من قبل الفلاحين والمزارعين، حيث يتحتم عليهم نشر القمح او الشعير المحصود في (النادر) حتى تجففه أشعة الشمس جيدا ليسهل درسه.

تتم هذه العملية بواسطة خمس او ست دواب، وكلما كان العدد كبيرا كانت العملية اسهل، و ترتب الحمير في صف حسب تراتبية معينة، حيث الاولى من اليمين تسمى (الطراد) الذي يمتاز بالسرعة والحيوية فيما الاخير يطلق عليه (بوكجدي) ويقوم بدور بسيط وهو التحرك في نفس المكان بشكل دائري على محور خشبي دون جهد كبير، فيتبعه الآخرون.






السبت، 9 مايو 2015

القصبات التاريخية بواحة سكورة، كنوز معمارية تأبــــــــــى النسيان

القصبات التاريخية بواحة سكورة، كنوز معمارية تأبــــــــــى النسيان والاندثار
تعد القصبات التاريخية المتواجدة في واحات الجنوب الشرقي عموما و واحة سكورة (ورزازات ) خصوصا ، شاهدًا على التمازج الحضاري بين الاثنيات العربية و الامازيغية و الصحراوية و العبرية بهذه المناطق ، فالبناءات الشامخة التي تستمد خصوصيتها من الطابع المحلي ومن استعمالها للمواد التقليدية و التي تؤرخ لفتراث زمنية بعينها و لثقافة و حضارة بعينها ،أصبحت اليوم عرضة لخطر مزدوج إما السقوط و الاندثار بفعل عوائد الزمن و إما لطمس معالمها من جهة أخرى نتيجة جهل بعض ملاكها لأساليب و طرق ترميمها ’ كما أن إدخال بعض ملاكيها تحسينات عصرية عليها بغية استقبال الزوار و السياح قد يضر بقيمتها الفنية و التاريخية ، إلا أن هذا لا ينسينا أن واقع حال العديد من هذه القصبات والقصور يعرف حالة من التردي، بسبب عدم قدرة أصحابها على ترميمها، أو بسبب كثرة أعداد ورثتها الشيء الذي يحول دون اتفاقهم على موضوع إصلاحها من عدمه ’الشيء الأكيد هو أن القصبات والقصور التاريخية هي أهم المواقع و المزارات السياحية و السينمائية بالمنطقة و هي تخدم الاقتصاد المحلي و التنمية معا ’لذلك كله وجب تثمينها و الحفاظ عليها بكل الطرق الممكنة .
• القصبات كإرث تاريخي مشترك و تعبير ثقافي اثنوغرافي :
القصبات التاريخية بواحة سكورة جزءا لا يتجزأ من الهوية الاثنية و اللغوية و الانتربولوجية للإنسان السكوري ’و القصبة في اللغة العربية التداولية – قديما – حصن حصين ضد هجمات الأعداء و برجا أو أبراجا للمراقبة العسكرية و مراقبة هلال الشهور القمرية ومسكن لتكثل بشري مترابط بعلاقات دموية و مصالحية أيضا و مخزن للحبوب والأدوات , بنائها ضخم تتخلله نوافذ ضيقة غالبا و ذات شكل طولي و يقصد عادة بـ » القصبات » و » القصور » تلك المباني المشيدة في أماكن عالية كالتلال المجاورة لمجاري المياه، كما يقصد بها أيضا المساكن المحصنة التي شيدت في المناطق القريبة من الصحراء.
تمتاز القصبات ببنائها بالتراب المركز وحلقات الآجر الطيني المركب ، و غالبا ما تكون الأساسات و مخارج المياه و مداخلها مرصصة بالحجارة ’ خصائصها الهندسية تلك تضفي عليها قيمة جمالية رائعة ونادرة تجعلها متكيفة مع الشروط البيئية والمناخية الجافة ( الباردة و الحارة )، يزيدها جمالا تكاملها مع المناظر الطبيعية المحيطة بها كالأشجار الباسقة الدائمة الخضرة ( النتلاي ) أو النخيل الوارف الضلال كما تعرف تناسقا في أجزائها وأحجامها يتماهى مع دقة نقوشها وزخارفها التي تؤرخ لمراحل زمنية معينة و تعبر عن كينونة ثقافية و حضارية متميزة .
و القصبات أنواع عدة اذ لكل منطقة نوع من القصبات، في كل مرة تضفي يد الصانع الفنان على بنائها نوعا من الرونقة والجمال،
1) القصبات العتيقة : تعكس الهندسة المعمارية لهذه القصبات العتيقة مميزات وخصائص تتسم بالبناء بالتراب المدكوك على شكل قوالب » اللوح » أو » التابوت » في تداخل أفقي أو عمودي وتثير نوعية هذه الهندسة المعمارية الانتباه وتشده إليها لعدة عوامل منها ما يتعلق بطريقة البناء وأسلوبه، ومنها ما يتعلق بزخرفة وتزيين البناء ( نموذج قصبة امريديل الشامخة ) .
2) القصبات الحديثة: تتسم الهندسية المعمارية الترابية لهذه القصبات بتأثيرات البناء العصري كالنوافذ الكبيرة والاختصار في أحجام المباني و تبسيط زخرفتها إلى غير ذلك وكل هذه التعديلات برزت نتيجة التغيرات التي جرت على البنيات الثقافية للساكنة ، ومع ذلك فتقنيات البناء لا تختلف في جوهرها بل في جزئياتها.( نموذج القصبات التي تم تحويلها لمأوي سياحية ) .
فالقصبات بهذا المعنى ليست مجرد بنايات للسكنى و الحماية من المناخ القاسي بل الأمر يتعدى ذلك لتعبر القصبات التاريخية عن هوية و كينونة الإنسان الذي عاش فيها و تعكس غالبا نمط عيش ساد لمدة معينة و ذلك مستشف من خلال النقوش و الزخارف المعمارية الداخلية و الخارجية التي تعبر عن هموم و مشاغل و لغة و حضارة الفئة البشرية التي سكنت بها ’نفس الأمر تعززه جملة الأدوات المنزلية و الفلاحية و الأسلحة التي وجدت داخل القصبات و التي تم حفظها بعناية داخل دهاليزها التي هي أشبه بالمتاحف القديمة .
• و للقصبات خصوصيات ايكولوجية أيضا :
تبنى القصبات أساسا بالتراب المدكوك على شكل قوالب تسمى التابوت أو اللوح تتداخل بشكل أفقي و عمودي و تؤسس على أساسات حجرية مقوية ’ خصوصية هذا البناء المتميز بسمك جدرانه الكبير و الذي يتجاوز 90 سنتمرا عرضا و بعلو أسقفه عن الأرض بحوالي عشرات الأمتار – يصل أحيانا إلى خمسة و عشرين مترا – و بحجم النوافذ الصغير و انفتاحها على جهتي الشرق و الغرب فقط ,و هي كلها خصائص تقف حائلا و عازلا أمام التأثر بعوامل الحرارة و البرودة و الرطوبة و الجفاف الخارجية و تصنع مناخا داخليا معتدلا مغايرا للمناخ الخارجي و يزيد من اعتدال هذا المناخ إنشائه داخل وسط طبيعي فسيح من الأشجار الوارفة الضلال طيلة السنة و حدائق من المنتجات الطبيعية الفارزة للاوكسجين و التي تعمل على تصفية الهواء و ترطيبه ,إذن فروعة البناء بالمواد الطينية المنتشرة بواحة سكورة كما على نطاق واسع في منطقة الجنوب الشرقي ككل بادية للعيان ٬ ومن خلالها يمكننا اكتشاف أصالة وخبايا الهندسة المعمارية لهذه المنطقة٬ سواء في شقها الإيكولوجي والجمالي٬ أو فيما يتعلق بقدرتها على الاستدامة ومقاومة قساوة الطبيعة.
العمر الافتراضي لمثل هذا النوع من البناء حسب الخبراء يقدر بحوالي 300 سنة و يتميز بخصائص تقنية فريدة تصنفه في خانة البناء الايكولوجي لعدة اعتبارات أهمها اكتفائه بنفسه أثناء الفصول المناخية الأربعة و عدم الحاجة إلى تدفئة أثناء الشتاء أو تبريد أثناء الصيف كون هذا النوع من البناء المؤسس على التراب و الطين يحول دون الثأتيرات الخارجية للحرارة و البرودة و يعزل داخله بنمط فريد يعمل على الحيلولة دون الإمداد الشمسي أثناء الصيف و يضاعفه أثناء الشتاء و هو يسمح أكثر من غيره بمرور أمن للهواء .
قصبة امريديل ’القلعة الشامخة على وادي الحجاج :

قصبة أمريديل التاريخية هي أشهر القصبات بواحة سكورة على الإطلاق و تقع بالجزء الجنوبي للواحة بدوار أولاد يعقوب، و يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السابع عشر. و تعتبر من أهم المنشآت العمرانية المتواجدة بواحة سكورة، وتتميز بأبراجها المزخرفة بالطوب والطين و تشتهر بكونها إحدى أهم المعالم التاريخية التي حظيت بشرف الترويج لها بالورقة المالية (خمسون درهما) بالإصدار السابق لسنة 1997 على الجهة الخلفية. كما تحظى بالقسط الأوفر من زيارات السياح المتوافدين على المنطقة، وتتكون من ثمانية منازل قديمة مصفوفة على جانبي ممر أوسط، بينما تشكل واجهاتها بنية دفاعية بأبراج مراقبة تؤثث زواياها الأربع، كما تمت إضافة رياض وصالة للضيوف بداخلها وتسير حاليا من طرف عائلة السي محمد السكوري الناصري( سليل أيت الناصري ) ذات الأصول العريقة و المتفرعة عن الزاوية الناصرية.و يعتبرها المختصون في مجال المعمار بمنطقة درعة أجمل قصبة بواحة سكورة على الإطلاق.
تاريخ هذه القصبة ضارب في القدم و جزء منه مطموس ربما عن عمد لكن ما رشح منه أن الجانب المحاذي لها والذي انهارت أجزاء مهمة منه والذي يدعونه القصر تم هدمه مرتين من طرف الأعداء خلال فترة السيبة.. أما القصبة فقد كانت في عهد الاستعمار حسب ذات المصدر مقرا لتجمع المقاومين والوطنيين و مكانا لإخفاء الأسلحة و الذخيرة..
هذه التحفة المعمارية إذن مازالت تصارع عواتي الزمان.. وقدرها أن تتواجد في منطقة تعاني الأمرين مع قساوة الطبيعة حيث الجفاف متواصل منذ سنوات وهو ما حول وادي الحجاج إلى مجرد واد للحجارة و الرمال بعدما لم تعد تفيض سيوله منذ مدة باستثناء بعض العواصف الرعدية و الفيضانات بين الحين و الآخر و التي هددت وجودها أكثر من مرة .
قصبة امريديل التي ترتبط صورتها بورقة » الخمسين درهما » والتي لها جماليتها الخاصة رغم محاولات القيام بصيانتها من طرف وارثيها من أبناء الناصري إلا أنه من الضروري على الجهات المعنية بالمعمار أن تهتم بهذا الكنز المعماري بل والدفاع عنه ليسجل ويصنف كتراث إنساني تقتضي الضرورة الإبقاء عليه والعمل على ترميم ما يجب ترميمه و المحافظة على تميزه.
• قصبة ايت عبو’ القصر العالي التي حضي بشرف اتفاقية للتثمين السياحي :


توجد قصبة أيت عبو في الجزء الشمالي من واحة سكورة بدوار تجنات، بنيت هذه القصبة في العقود الأولى من القرن التاسع عشر و تمت إضافة وحدات جديدة داخلها لاحقا كي تشكل دارا للضيافة ومأوى سياحي، وهي القصبة التي حظيت بشرف إدراجها ضمن اتفاقية تثمين القصبات التي وقع عليها المجلس الإداري للشركة المغربية للهندسة السياحية والشركة المغربية لتثمين القصبات مع ملاكي هذه القصبة تحت رئاسة لحسن حداد وزير السياحة، بتاريخ 24/07/2013 بورزازات، و ترمي هذه الاتفاقية إلى التأهيل والتطوير والتنمية السياحية لهذه القصبة التاريخية – إضافة إلى قصبات أخرى من مدن زاكورة و الراشيدية – التي تزخر بدلالات ثقافية وحضارية و تراثية شتى.
تعتبر قصبة « آيت عبو » هاته أحد القصبات والقصور الزاخرة بعبق التاريخ، وبالأصالة المغربية، المتجلية في الإرث المعماري البارز، على مستوى هندستها وطريقة بنائها الأصيلة، المعتمدة على المواد الأولية المحلية، والمتأقلمة مع الطبيعة، وظروف الطقس في المنطقة. وما كانت قصبة « آيت عبو » لترى النور، سوى بعمل أصحابها على جعلها واحدة من جوامع الحضارة المحلية الراسخة في التاريخ، وتقابلك في مدخل القصبة، التي بنيت كلها بالتراب والتبن والقصب والخشب، أشجار النخيل الوارفة، المحيطة بالمباني السكنية العريقة، التي يقطنها عائلة ايت عبو المتفرعة لعدة فروع من مالكي القصر، وهي ترى من بعيد ولا تخطئها العين. وتتكون قصبة « آيت عبو »، التي يعود تشييدها إلى عام 1837، من 54 غرفة، وآبار ومرافق للوضوء والصلاة، وخمسة طوابق، وساحة جماعية، وتمكن ساكنيها من إنقاذها، وتحدي عواتي الزمن، لتظل شاهدًا على حضارة إنسانية، لا تزال تتوارث أبًا عن جد. وتعرضت القصبة، خلال العقود الماضية، إلى خراب جزئي، لاسيما في طوابقها العليا، بسبب العوامل الطبيعية، وشكل ذلك عاملاً مهمًا في تضافر جهود مالكيها، من الأسر الوارثة لها، لإنقاذها من الضياع، والحفاظ عليها كموروث تاريخي، وشاهد على إنجازات الأجداد، في مجال الدفاع عن القبائل في المنطقة، من هجومات القبائل الأخرى، التي تريد الاستيلاء على خيرات المنطقة، وبالتالي السيطرة عليها. وعلى الرغم من أن العوامل، ويقول المسؤول عن القصبة أنها « الأطول في المنطقة، وفي المغرب، بعلوها الذي يفوق 25 مترًا »، مشيرًا إلى أنها « مشيدة على مساحة 47 هكتارًا، ما جعلها قبلة للسياح الأجانب، لاسيما من فرنسا وإنجلترا »، مبرزًا أن « القصبة شيدت بغية مواجهة هجمات القبائل، الآتية من الصحراء، وجبال الأطلس، التي كانت تعتدي على المنطقة، وأنها كانت تقوم بدور اجتماعي واقتصادي، لاعتبارها زاوية ومحجًا لاستقبال جميع طرق القوافل التجارية، المارة من المنطقة، ومكان للضيافة ». وعبر مفهوم عن الأسف لكون العائلة الممتدة لم تتمكن طوال الأعوام الماضية من ترميم القصبة، التي بناها الجد حمادي بن عبد الكبير، على الوجه الأمثل، نظرًا لقلة الموارد، رغم أن ترميم هذه المعلمة الوطنية قد بدأ عام 1996، مؤكدًا أن « اتفاق التثمين السياحي لثلاث قصبات في ورزازات وزاكورة والرشيدية، التي تم التوقيع عليها، أخيرًا، مع وزارة السياحة المغربية، ستمكن من إنقاذ هذا الصرح المعماري الفريد من نوعه.
• قصبة بن مورو أول قصبة تاريخية تتحول إلى فندق سياحي بالمنطقة :


قصبة بن مورو هي من واحدة من أجل القصبات المحلية وتتميز بأربعة أبراج بالإضافة إلى المحيط الذي قد يضم بدوره أبراجا قد يعلو الواحد الآخر بشكل متناغم و إن لم يكن متوازنا و من هنا كان لقصبة بن مورو رونقها و هي على حاشية الطريق الرئيسية بمنطقة » تاسكوكانت » بواحة سكورة البهية،. فهذه القصبة كانت في فترة ما تعاني الإهمال و كادت تتعرض للتلاشي لولا أن أصحابها من عائلة ايت بن مورو قاموا بكرائها لمستثمر إسباني و هذا الأخير حولها إلى فندق سياحي بعدما أعاد ترميمها ليجعل منها قصبة تنبض بالحياة الشيء الذي يبين تقدير بعض المستثمرين الحقيقي للتحف المعمارية التي تزخر بها المنطقة .
فقصبة بن مورو هي أول قصبة تاريخية بالمنطقة تتحول إلى فندق سياحي بعد ذلك نحت العديد من العائلات المالكة للقصبات نفس المنحى و سلكت نفس السبيل فتناسلت القصبات السياحية بدل القصبات التاريخية و هو شيء محمود مادام الأمر اقتصر على الاستثمار و الاستغلال السياحي دون تغيير النمط المعماري المميز لها .
و ثمة عددا كبيرا اليوم من القصور و القصبات السياحية التي تشد الناظرين إليها و تستقطب سياحا من كل بلاد العالم و من كل الأجناس و الفئات بل تخصصت بعضها في السياحة الراقية و النخبوية كقصبة ايت المديحي التي تحولت إلى دار الأحلام و التي تستقبل ضيوفا فوق العادة من طبقات اجتماعية جد راقية بأروبا و اسيا و امريكا سواء من نجوم السينما و الفن العالميين أو من العائلات الحاكمة ببعض الدول الصديقة ’بعدما كانت عبارة عن كومة أطلال من بناء ترابي مهدم و مشتت .
• أي دور للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات في حماية القصبات و القصور التاريخية
بالواحات ؟
إن إعادة تأهيل الواحات يتطلب عملا شموليا يأخذ بعين الاعتبار في آن واحد مجموع المشاكل المترابطة والتحديات المطروحة وهو في العمق مسألة تنمية مستدامة بالأساس تستدعي إعادة الاعتبار للعلاقات التقليدية بين الإنسان ومجاله المعاشي الطبيعي و محيطه المعماري و كيانه الثقافي وكذا تطوير هذه العلاقات لتستفيد من التقدم التقني والعلمي الذي يجب توظيفه بذكاء لإنعاش هذه المجالات دون الضغط المفرط على مواردها الطبيعية أو طمس مميزاتها الحضارية و التاريخية ’هنا يبرز دور الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الأركان كوكالة أسندت لها مهمة إطلاق برامج التنمية البشرية المستدامة بالواحات و ربطها بالمؤهلات البشرية و الثقافية و الطبيعية هناك .
المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان » ابراهيم حافيضي، » كان حاضرا يوم 18 ابريل الجاري بورزازات من خلال لقاء تواصلي مشترك مع عامل إقليم ورزازات لتقديم إستراتيجية الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات ومنهجية عملها بإقليم ورزازات ، هذا البرنامج يشمل حسب تصريحيهما ( المدير العام + عامل الاقليم ) تنمية كل البنيات التحتية للخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والطرق القروية والتعليم ’و هو الشيء الذي يخدم في نهاية المطاف تقدم الإنسان و الحفاظ على العمران على السواء .
وذكر أن مخطط تطبيق إستراتيجية تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان يعتمد على إطار تعاقدي لضمان مقاربة مندمجة في إطار الديمقراطية التشاركية على الصعيد المحلي، مذكرا أنه تم الاعتماد على وضع تشخيص شامل واستراتيجي لمناطق تدخل الوكالة، وتحليل البرامج القطاعية والمجالية على مختلف المستويات وكذلك احتياجات الساكنة، وذلك لبلورة رؤية إستراتيجية تنموية شاملة ومندمجة بأهداف ومؤشرات مرقمة في أفق 2020 ’وخلص إلى القول أن هذه الإستراتيجية تعتبر خارطة طريق لتحسين مؤشرات التنمية بالإقليم وتنزيل التوجيهات التي أتت بها في إطار مشاريع تحدد بأسلوب تشاوري، والعمل على الانجاز في إطار تعاقدي وتشاركي ومتكامل بين كل المتدخلين.
برامج عمل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الاركان إذن تصب في قلب المشكل و بإمكان وكالته من خلال مشاريعها التنموية أن تلعب دورا أساسيا في حماية و تثمين القصبات و القصور بطريقة مباشرة أو غير مباشرة صحيح لكن بشكل مؤثر بقوة و خصوصا حين أشار السيد مدير الوكالة إلى أن برنامج عمل السياحة القروية الذي يستدعي استثمار حوالي 220 مليون درهم يروم تثمين الموارد المعدنية والصناعة التقليدية والصناعة السينمائية والمحافظة على البيئة ’ ناهيك عن برنامج تثمين الموارد الفلاحية في الإقليم باستثمار يقارب 200 مليون درهم، و التي من شأنها أن تخلق أزيد من 8200 منصب شغل.
• مركز حفظ التراث و صيانة القصبات بورزازات بادرة مؤسسية تستحق التنويه :
تأسس مركز حفظ التراث وصيانة القصبات في ورزازات عام 1989. ويصنف من بين أهم المراكز الكبرى في العالم بحكم التجربة الفريدة التي راكمها في مجال جرد التراث المعماري بواسطة الصور الجوية و استعمال النظم الجغرافية المعلوماتية الحديثة، و هو بهذا أصبح مرجعية يعتد بها عالميا.و مركز حفظ التراث وصيانة القصبات، إطار مؤسسي تابع لوزارة الثقافة ، كما يعتبر منخرطا فعالا في برنامج “التراث العالمي” الذي تشرف عليه “اليونسكو”، ويمتد العمل فيه من عام 2007 إلى 2017، ويهتم بإنجاز الدراسات و التفكير، كما يؤطر مجموعة من المدارس المعمارية عبر العالم : في اسبانيا، بلجيكا، سويسرا، النمسا و المغرب . بالإضافة إلى ذلك يقوم المركز بإنجاز دراسات معمقة و مشاريع هامة مع الجماعات المحلية بورزازات و بغيرها .
وبالرغم من هذه الأهمية التي يحظى بها مركز حفظ التراث و صيانة القصبات “CERKAS” على المستوى الدولي ،و المجهودات التي يقوم بها لصيانة تراث المملكة من قصبات و قصور ’فان السؤال الذي يبقى محيرا هو حول تدني المخصصات المالية التي تخصص له و التي لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تسهم في حماية و تثمين القصبات و القصور التاريخية ببلاد الألف قصبة و قصبة .
• اتفاقية تثمين القصبات : مشروع طموح لترميم واستغلال عدد من القصبات التاريخية بالجنوب المغربي :
تهدف اتفاقية تثمين القصبات – و التي ضمت بواحة سكورة / ورزازات « قصبة ايت عبو » – الى ترميم و تحويل المأثر التاريخية من قصبات و قصور إلى فنادق فاخرة. بموجب عقد تصل قيمته الاستثمارية إلى 128 مليون درهم ، وهذا من شأنه الحفاظ على التراث الثقافي، والحفاظ كذلك على الهوية الثقافية والمساهمة في إعادة كتابة تاريخ جنوب شرقي المغرب. كما من شأنه كذلك خلق ديناميكية اقتصادية سواء عبر التشغيل أو عبر المقاولات الصغرى المحيطة بمشارف هذه المنطقة.
وتساهم الشركة المغربية للهندسة السياحية بالاستثمار في مشروع ترميم القصبات الأثرية. كما يذكر رئيس الإدارة الجماعية للشركة أن مشروع الترميم سوف يخلق 500 فرصة عمل جديدة. وبلغة الأرقام يمكن أن أقول إن هذا المشروع هو 430 مليون درهم و300 غرفة وهو أيضا عدد كبير.. أي ما بين 500 و600 يد عاملة ستشتغل بطريقة مستمرة و هو يساهم بصورة أساسية في الحفاظ على جزء مهم من التراث المغربي.
أهمية الموضوع هو أن ترميم القصبات و استغلالها سيجعلها توفر إمكانات لاستدامتها، ليس هذا فقط؛ بل إنها ستوفر مصدر رزق لمالكيها والساكنة المحيطة بها وفق مقاربة للتنمية تستحضر ليس فقط التراث المادي الذي تمثله القصبات؛ بل كذلك التراث اللامادي و الشفوي من خلال مجموعة من الأنشطة والعادات والتقاليد التي سيتم توظيفها لتنشيط العجلة الاقتصادية بالمنطقة و إدماجها أهلها بالتنمية الاقتصادية و الاجتماعية الشاملة .
——————————————————————————————
انجاز : سليمان رشيد – رئيس الائتلاف الجمعوي لواحة سكورة .



الشباب السكوري و العمل الجمعوي


لم يعد فقط بإمكان الشباب بمنطقة سكورة أن ينخرط في الجمعيات, بل أصبح كذلك قادرا على بنائها و تشكيلها و ذلك بفضل سيادة قيم الديمقراطية و إعطاء المبادرة الحرة للشباب..
تكون مبادرات الشباب ومشاريعه في الغالب نفعية و تروم التحقيق على المدى القريب كالحصول على ملعب لممارسة الرياضة أو الحصول على مقر إلى غير ذلك. لكن العمل الجمعوي بمنطقة سكورة يحول هذا الفكر الانفرادي لدى الشباب إلى فكر جماعي. فالفضاء الجمعوي يضع الشباب أمام محك الإبداع و يموقعه كعنصر داخل جماعة تروم تحقيق أهداف معينة و تتخذ قرارات بشكل جماعي و تشاوري. فالعمل الجماعي لدى الشباب يؤدي إلى تقليص الاختلافات ونشر ثقافة الحوار و يفرض ممارسة الديمقراطية.
هذه المكتسبات لا تكون من الأهداف المباشرة لعمل جمعوي ما, لكنها تكتسب بتلقائية. ومع الوقت تتجدر هذه المبادئ لدى الشباب بحيث يتشبع بها ويجد نفسه يمارسها ويدافع عنها
فالمعارف التي يكتسبها الشاب في ميدان العمل الجمعوي من خلال احتكاكه بالناس و بهيئات أخرى مختلفة تجعله يوما بعد يوم ينمي مهاراته التواصلية و إبداعه الاجتماعي. فلكونه كان قريبا و فاعلا مباشرا في عمل ما داخل مجتمعه, فهو سيكون بعد مدة معينة من العمل الجمعوي أكثر قدرة على فهم و تحليل المشاكل و الأوضاع المرتبطة ببيئته. من ثم سيكون الشاب الهسكوري قادرا على المشاركة الفعالة في حل هده المشاكل أو محاورة الهيئات السياسية في شأنها. فقدرة الشباب على أن يستثمر ويشارك في حل مشاكل ذات بعد محلي تمكنه ليس فقط من تغيير نظرته للمجتمع و إحساسه بدوره وانتمائه إليه و لكن أيضا يعرف حاجيات المجتمع و يقدم حلولا لمشاكله.
إن الانخراط الإيجابي للشباب في العمل الجمعوي داخل محيطه يجعل منه الأمل في رفع تحدي التنمية البشرية المحلية. هذه الأخيرة ستكون أكثر جدوى و قابلة للتحقيق إذا أقدم الشباب على الانخراط في الجمعيات واعادة تأسيسها . بحيث يكون هدفها الأساسي رفع تحدي الشأن المحلي.
سيزعم البعض أن الشباب الهسكوري لا يمتلك القدرة الكافية لتدبير و متابعة تلك الأمور المحلية التي أنشئت جمعياتهم من أجلها. لكن هده الهيئات الشابة تستطيع تطوير خبرتها و تجاربها ببناء جسور التعاون مع هيئات مماثلة داخلية وخارجية. فمجال الإبداع لدى الجمعيات الشبابية المحلية والتنموية يعد وافرا سواء على المستوى الرياضي أو الثقافي أو الفني أو الاجتماعي أو التكنولوجي. إن تطوير الشاب لشخصيته بانخراطه في العمل الجمعوي وتمكنه من رفع تحدي التنمية المحلية و سيمكنه لا محالة من الإقدام بشجاعة لأخذ المبادرة سواء لتأطير شباب آخرين أو للقيام بمهام وتقلد مسؤوليات في المستقبل., تتجلى بوضوح أهمية الحياة الجمعوية لدى الشباب داخل النسيج الاجتماعي الجمعوي الهسكوري. عندما يتمكن الشباب من أن يفكر, يتوقع, ينشط, يجهز, يبني أو عندما نرى انجازات بسيطة يمكن أن يقوم بها شباب القرية, كتنظيم حدث أو ملتقى أو معرض والسهر على إنجاحه. يقودنا هذا إلى الحديث عن اكتساب الشباب للاستقلالية والكفاءة اللازمة حينما يشارك في الحياة الجمعوية بشكل يناضل من خلاله لتحقيق فكرة أو مشروع يوفر فيه جهده وإمكانياته وقدراته على التنظيم ليظهره على أرض الواقع.
على الهيئات المختصة ككتابة الدولة في الشباب و دور الشباب ود وي التجارب في العمل الجمعوي تنظيم البرامج و التأطير اللازم لفائدة الشباب الصاعد. يتعين كذلك على الهيئات المحلية تشجيع الشباب على خلق مشاريع في إطار الجمعيات المحلية, مشاريع إبداعية من شانها أن تشجع على المشاركة و المواطنة الحقة، لان من المعيقات الرئيسية لتطوير مشاركة الشباب في العمل الجمعوي هي غياب رؤية إستراتيجية واضحة في هذا الباب وكذا عدم تشجيع و مواكبة مبادرات الشباب بشكل مستمر على المستوى المحلي. في هذا السياق سيكون مهما للغاية خلق شبكة محلية و وطنية لجمعيات الشباب كهيئة تسهر على خلق دينامية جمعوية و متابعة مشاريع جمعيات الشباب وتوفير الدعم لها.
تجدر الإشارة كذلك إلى مسألة تنظيمية مهمة, وهي مشاركة الشباب إلى جانب الكبار في مجالس الجمعيات و في المشاريع الجمعوية. مما يطرح مسألة العلاقة بين الطرفين ومدى تشجيع الشباب على أخد المبادرة والمسؤولية، ففي كثير من الأحيان يتم تغييب العناصر الشابة أو تغييب الكبار مما يطرح مسألة حكامة الجمعيات. فمن الضروري رفع الحواجز عن مشاركة مختلف الشرائح الشابة في مجالس الجمعيات و إعطاء الفرصة للخلف ليتقلد مسؤوليات فيها.
إن الشباب ليسوا مجرد مستهلكين بل مواطنين فاعلين و يحملون مشاريع ومبادرات طموحة تحتاج إلى المساندة و الدعم. وهنا يأتي دور كل الفاعلين المحليين من منتخبين و سلطات محلية و دوي الخبرة في العمل الجمعوي الالتفاف نحو الشباب لأنه خزان للتنمية المستدامة و تحقيق المواطنة الحقة.


الخميس، 7 مايو 2015

جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية بسكورة ورزازات

جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية
"وادي الحجاج" له دلالة ومكانة في ذاكرة سكان منطقة هسكورة، لكونه حسب الروايات الشفاهية كان مجمعا لحجاج مناطق ما وراء الأطلس الكبير، وحجاج الأطلس الصغير، الذين كانوا يجتمعون في منطقة بجانب الوادي ما زالت آثارها ومعالمها بادية إلى حدود الساعة، هذا إضافة إلى أن وادي الحجاج كان له دور مهم في توفير الماء، وتغذية السواقي، بواحة هسكورة بوارززات.

تأسست جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية بمبادرة من عدد من مثقفي منطقة هسكورة الموجودين بالدارالبيضاء، بهدف تسخير إمكانياتهم المادية والفكرية لخدمة مسقط رأسهم، المنطقة التي ترعرعوا فيها. هذا ما أكده إدريس العمراني، رئيس الجمعية، مضيفا أن من بين أهداف الجمعية، تنمية أواصر التعاون والتآزر بين سكان منطقة هسكورة، من أجل تنمية المنطقة ثقافيا ورياضيا وفلاحيا، وخلق علاقة التواصل بين العائلات، وكذا الاهتمام بإصلاح وترميم المدارس، والمساجد، وحفر السواقي، والآبار.

وأبرز في سياق حديثه لـ"المغربية" أن الجمعية تساهم في تنشيط السياحة بمنطقة هسكورة والحفاظ على المآثر التاريخية والبنايات القديمة وتوعية الفلاحين بأهمية الماء وترشيد موارده وتدبير استغلاله، ومساعدة الفلاحين على حسن تدبير إنتاج وتسويق الزيتون والزيت بطرق معقلنة.

واجتماعيا، تقدم الجمعية مساعدات للأطفال اليتامى، والمعوزين، تتمثل في أدوات التمدرس وتشجيع تمدرس الفتيات وإعطائهن الأولوية.

لجمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية مكتب مركزي يتكون من سبعة أشخاص، الرئيس ونائبه والكاتب العام وأمين المال ونائبه ومستشارين، يقوم بتسيير شؤون وأنشطة الجمعية، التي يوجد مقرها الرئيسي بتجزئة لطيفة شطر "س" رقم 25 عين السبع الدارالبيضاء، كما جرى إحداث فرع بقيادة هسكورة، هذا المقر الذي أصبح صلة الوصل المباشر للجمعية بالمنطقة، والذي يشرف ميدانيا على مشاريعها هناك، ما يسهل التواصل بين المكتب المركزي وبين مختلف الفاعلين بمنطقة ورززات.

وتفعيلا لأهداف الجمعية ومساهمة منها في التنمية القروية والبشرية في منطقة هسكورة خاصة، وإقليم ورززات عامة، قامت الجمعية، منذ تأسيسها بتاريخ 18 فبراير 2001، بعدة أنشطة ومنجزات، فعلى المستوى الثقافي، يقول إدريس العمراني، نظمت الجمعية ندوتها الوطنية الأولى مابين 31 ماي و1،2 يونيو 2002، تحت شعار "المكون الثقافي بمنطقة هسكورة"، بتعاون مع مندوبيتي وزارتي الثقافة والسياحة بورززات والجماعة القروية لسكورة أهل الوسط، وكلية الأداب والعلوم الإنسانية، بابن امسيك بالدار البيضاء.

وكان موضوع "التراث المعماري بإقليم وارززات ورهانات التنمية"، محور الندوة الوطنية الثانية التي احتضنتها قاعة المجلس البلدي بوارززات، وهي الندوة التي نظمت بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بابن امسيك بالدارالبيضاء، وكلية العلوم السملالية، بمراكش، ومندوبيتي وزارة الثقافة والسياحة بورززات، والمجلس البلدي، والجماعة القروية لسكورة أهل الوسط. هذه الندوة يقول رئيسها، تناولت عدة مقاربات، كالمقاربة الأركيولوجية التاريخية للقصبات بإقليم ورززات، والمقاربة السوسيو ثقافية للقصبات والقصور، والمحافظة على القصبات، وصيانتها من التلف، والدور الثقافي والسياحي والاقتصادي والتنموي للقصبات والقصور بالإقليم.

وأبرز العمراني، رئيس جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية، وهو يتحدث عن حصيلة أهم أنشطة الجمعية ومنجزاتها، أنها نظمت يومين دراسيين وتحسيسيين، حول الفلاحة البيولوجية بمنطقة هسكورة، شاركت فيهما المفتشية الجهوية لإعداد التراب الوطني والبيئة والماء بأكادير، علاوة على كلية العلوم السملالية بمراكش والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورززات، وكذا ممثلي مشروع التنوع البيولوجي بورززات، وعدة أساتذة ومهتمين بالفلاحة البيلوجية والطبيعية بإقليم ورززات، إضافة إلى فلاحي منطقة هسكورة.

وشكل موضوع "تراث وفنون الصحراء أصالة التاريخ وتواصل الإنسان بين المحلي والعالمي"، محور الندوة الوطنية والدولية الثالثة، وتناول موضوعات الحكم الذاتي لقضية الصحراء المغربية، والخصوصيات المحلية في الصحراء، والتأسيس لخطاب جديد حول مفهوم التطور، وكذا موضوع مقاومة قبائل الصحراء بين المحلي والعالمي، وموضوع التراث الطبي الصحراوي، وموضوع المخطوطات الصحراوية، وتوثيق التراث المغربي، وغيرها من المواضيع لأساتذة باحثين من المغرب، ومن دول عربية وأفريقية شقيقة، والتي لاقت إقبالا جماهيريا واسعا ومشاركة فعالة للمهتمين بالشأن الثقافي محليا ووطنيا.

وتطويرا للعمل الإشعاعي والثقافي، قامت الجمعية، سنة 2006، بنشر كتاب "التلقي في النقد البحوث الإعجازية نموذجا"، للدكتورة السعيدة عزيزي، كما نشرت، سنة 2008، كتاب "مكنز التراث الشعبي المغربي" للمؤلفة نفسها، تشجيعا لبعض أعضائها في إبراز مؤهلاتهم العلمية، ولتعميم الفائدة العلمية.

وفي إطار التواصل والتعاون بين جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية، وفاعلين جمعويين وحكوميين، تشارك الجمعية في عدة لقاءات محلية ووطنية، ذكر منها إدريس العمراني، على سبيل المثال لا الحصر، مشاركة الجمعية في أوراش التشاور المحلي، لقصر أيت بنحدو، التي نظمت تحت شعار "تدبير التراث والتنمية المستدامة" بمدينة ورززات، ومشاركتها في اللقاءين التشاوريين، الذين نظمتهما عمالة إقليم ورززات مع العديد من الجمعيات المحلية لبحث سبل تفعيل مبادرة التنمية البشرية بالإقليم، وتنظيمها لدورتين تكوينيتين، لفائدة مؤطري محاربة الأمية.

كما تشارك الجمعية في جميع الأنشطة، والأيام الدراسية والتحسيسية التي تنظمتها نيابة وزارة التربية الوطنية بورززات، سواء لتتبع وتقييم برامج محاربة الأمية والتربية غير النظامية أو المنظومة المعلوماتية، أو لاستعراض نتائج البحث الوطني حول الأمية وعدم التمدرس، وفي دراسة تصنيف الجمعيات المنظمة من طرف وزارة التربية الوطنية، بالرباط، سنة 2007.

وتحقيقا لأهدافها الرامية إلى إنجاز مشاريع تنموية بمنطقة هسكورة، خاصة، وإقليم ورززات عامة، أبرمت الجمعية عدة اتفاقيات شراكة، مع كل من المجلس الجماعي لجماعة سكورة أهل الوسط، ومع وزارة الثقافة، إضافة إلى اتفاقية برنامج مع وزارة التنمية الاجتماعية، بهدف إحداث مركز لإنتاج الزربية، وتعليم الفتيات فن الطرز والخياطة بمنطقة هسكورة، واتفاقية شراكة مع المؤسسة المغربية للشباب المبادرة والتنمية "مؤسسة مجيد"، فيما تهم اتفاقيتي الشراكة مع النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بورززات، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني،الموقعين سنة 2005، مجالي محاربة الأمية، والتكوين المهني الخاص بتعليم الفتيات فن الطرز والخياطة.

وتحقيقا لهدفها في محاربة الفقر، من خلال تشجيع السكان على تمدرس أبنائها، وزعت جمعية وادي الحجاج، ابتداء من سنة 2002، إلى غاية اليوم، حوالي 11 ألفا و 700 محفظة، مجهزة بالأدوات المدرسية على الفتيان والفتيات الأشد فقرا بالإقليم عامة، ومنطقة هسكورة، وإدلسان، وغسات إمغران خاصة "وهذه المبادرة تهدف إلى تشجيع الفتيان والفتيات بالعالم القروي، على التمدرس الذي يكسب المعرفة ويحارب الجهل ويقف سدا منيعا دون تلقين الصبايا الأفكار الهدامة ويشجعهم على حسن تدبير حياتهم اليومية والمستقبلية، من خلال المبادئ والقيم التي يتلقونها بالمدارس.

من مشاريع الجمعية، أيضا، تأسيس مراكز الإعداد الحرفي، في حوالي ثلاثين جمعية بمنطقة هسكورة، تشجيعا للمرأة القروية في الدواوير، ولاستغلال أوقات فراغها في العمل الحرفي بمقر جمعية الدوار الذي تسكن فيه، كما قامت الجمعية كذلك بتنفيذ مشروع التربية غير النظامية، الذي استفاد منه، سنة 2006، ثمانية مجازين عاطلين كمؤطرين، وسنة 2007 ثلاثة مؤطرين، وسنة 2008 أربعة مؤطرين عاطلين، أما برنامج محاربة الأمية، فاستفاد منه سنة 2006 سبعة مؤطرين، وسنة 2007 ستة مؤطرين عاطلين، هذا وبلغ عدد الأفواج الذين استفادوا من برامج التربية غير النظامية، خلال هذه المدة 15 فوجا بمعدل 30 تلميذا وتلميذة لكل فوج، كما استفاد من برنامج محاربة الأمية، خلال نفس المدة 13 فوجا، بمعدل 30 مستفيدا ومستفيدة عن كل فوج.

وفي إطار برنامج مساعدتها الاجتماعية، قدمت الجمعية عدة مساعدات عينية لبعض الجمعيات، بمنطقة صاغرو، التابعة لهسكورة، مثل جمعية الكدارة، وجمعية مكرمان التسوية، وجمعية الإخلاص والحدادة وأولاد علي وتاسكوكامت، كما قامت بإصلاح ساقية أولاد امبارك، وإصلاح وتعميق العديد من الآبار بالمنطقة، وساهمت في ترميم وإصلاح بعض المدارس، مثل المدرسة المركزية، وثانوية الزيتونة بهسكورة، وكذا تقديم العديد من المساعدات العينية لمحتاجي المنطقة.

ويبقى من أبرز تدخلات الجمعية لفائدة سكان المنطقة، مساهمتها، إلى جانب جمعية سكورة للتنمية، وباقي الجمعيات التنموية والمحلية بهسكورة، في عملية الإعذار، التي استفاد منها حوالي 400 طفل، من منطقة جماعتي سكورة وإدلسان، كما قدمت الجمعية عدة مساعدات عينية لجمعية التحدي للمعاقين، وللجمعية الخيرية دار الطالب بهسكورة.


سكورة بين الكتابات التاريخية و الرواية الشفوية


  1. الكتابات التاريخية :
إن ندرة الكتابات التاريخية التي تتحدث عن المنطقة زاد من صعوبة الحسم في تعبير و معنى هسكورة او سكورة او إسكورن، فقد كان هذا الاسم يطلق في البداية على اتحادية قبائل يبدو أنها كانت تعيش نفس نمط العيش، و تتحرك حركة واحدة، ليستقر هذا الاسم على قبيلة واحدة عمرت بواحة تنحصر بين الاطلس الكبير و جبل صاغرو، و يقول أحمد توفيق في كتابه  إينولتان : " وليس بمستبعد ان تكون قبيلة هسكورة قد نشأت في عصور غامضة بنفس الكيفية ، من طرف رجال هاجرو ابتداءا من التخوم الصحراوية الى منطقة الاطلس الكبير بين دادس و امغران " .
و نجد ايضا محمد المكي بن موسى الناصري الذي أطلق على واد درعة اسم " واد الزيتون " لكثرة الزيت به ، وهذا ما يدل على ان قبيلة سكورة حاليا ما هي الا فرع من سكان درعة ، قدموا الى المنطقة حاملين معهم شجرة الزيتون ، التي تعتبر اليوم المورد الاقتصادي الاساسي لسكان سكورة. " .
ويقول المؤرخ كاتفوسي :"ونحن نحس بأن ألغاز اسماء فطواكة و فجدامة وكلاوة و سكورة ترجع ال كونها تشكل شواهد طبقة يرجع عهدها الى عهد غزاة هاجروا الى المنطقة من الصحراء و ربما بلاد تونس ، و اندمجوا مع السكان المحليين و تعلموا لغتهم .

  1. الرواية الشفهية :
    هناك روايتان شفويتان :
       
    - الرواية الاولى :
    ترجع تسمية سكورة الى كون المنطقة كانت خلال عهود غابرة، عبارة عن بحيرة "ضاية" تتواجد بها طيور متنوعة و كان أهمها تلك التي يطلق عليها اسم "أوسكو" اي الحجلة و كان هذا هو سبب تسمية المنطقة بهذا الاسم.
    نزح اليها سكان الجبال المجارة، و بعد استقرارهم مارسو دور الفخارة لصالح القوافل التي كانت تعبر المنطقة في إطار معاملات تجارية بين درعة و تافيلالت، و لما كثر سكانها اصبحت تعرف بتسكورت او أسكور، لكن مع مرور الوقت وكثرة استعمال هذا الاسم حرف الى سكورة .

        - الرواية الثانية :
    أصل كلمة سكورة منشق من "شتورة" و هي منطقة توجد شمال لبنان إنتقل سكانها الى اليمن، و بعد ذلك انتقلوا الى تونس و استقرو بمنطقة بوزكري وهم بنو قحطان بن حمير و بنو معقل، و من تونس الى المغرب حيث استقروا بمكان يسمى بودنيب، و من هذا المكان الى سكورة، و هم يشكلون العنصر العربي بالمنطقة .

الثلاثاء، 5 مايو 2015

قصبة ايت بن مورو




شرح الاسم :

الاسم المنسوب إلى القصبة ، هو نفس اسم العائلة المالكة.
التقسيم الجغرافي :
الجهة : سوس ماية درعة
المدينة : ورزازات
جماعة : سكورة أهل الوسط

فرقة : أولاد معقل

دوار: تاسكوكامت

تاريخ البناء والإصلاح والتوسيع:

بنيت القصبة في نهاية القرن الثامن عشر، وقد خضعت لعملية التوسيع في سنة 1920م، حيث تم إلحاق بناية جديدة بالقصبة ، مع توسيع الساحة المركزية وإنشاء بئر و إسطبلات، وكذا الغرف الخاصة بالضيوف ، وحسب الرواية بنيت القصبة من طرف شخصية أدبية و مثقفة من أصل أندلسي، وقد أطلق اسم هذه الشخصية "مُورُو" على القصبة

معلومات حول الملكية:

إلى حدود 1973م كانت القصبة في ملكية عائلة "بِنْ مُورُو" ، حيث كانت القصبة تأوي ثلاث عائلات فلاحية مكونة من 52 فرداً.
 اما حاليا فهي في ملكية شركة "Inkatur Maroc" .

الاستعمال الأصلي:

-الطابق السفلي : غرفة لإيداع أعلاف الحيوانات، إضافة إلى طاحونة يدوية

الطابق الأول : مستودع المواد الغذائية (حبوب...)، والدهليز كان  عبارة عن مطبخ

الطابق الثاني : عبارة عن غرف للبالغين وأخرى للصغار
السطح : توجد به غرف الجزء الأعلى للأبراج، ومكان خاص بالغنم، إضافة إلى أربعة غرف بالأبراج، ثلاثة منها للنوم والأخرى خاصة لإيداع التمور

الاستعمال الحالي:

القصبة: عبارة عن فندق

الملحقات: عبارة عن مطعم تابع للفندق

أبعاد القصبة:

عدد الطوابق: 3 + السطح

علو السطح 13.05م بالنسبة للأبراج

الأبعاد الخارجية: 17.5م / 18.35م بالنسبة للقصبة و 27.5 / 29.7م. بالنسبة لمجموع القصبة 
أبعاد الممر: 1. 1م/1م

عدد الدرج: 1

-موقع الدرج : توجد بالممر الأول على يسار المدخل متصلة بالحائط الداخلي


الوصف الوظيفي

هذه القصبة غير منتظمة البناء لأنها بنيت على شكل مربع، وتتوفر على ساحة مركزية وبنايتين ملحقتين بالقصبة، وبها ساحة مساحتها 8/8م؛ و تتوفر القصبة على أبراج ذات شكل هرمي؛ ثلاثة منها تنتمي إلى البنايات الملحقة بالقصبة

يمكن ولوج القصبة مرورا ببنايات على شكل خطوط متعرجة، كما تتوفر القصبة على ساحة واسعة مفتوحة، بها ممر خارجي متصل بالساحة المذكورة. هذا الشكل الهندسي يماثله شكل البنايات المتصلة بالقصبة؛ ويوجد بالسطح ممر مستدير، نهايته غرف الجزء العالي من الأبراج، ويتراوح ارتفاعه 1.7م ومن خلاله يمكن المرور إلى الغرف الموجودة بالأبراج. ويصعب تمييز هذهالأبراج من الحائط الأعلى الموجود بالسطح؛كما أن الاتصال بين البنايات المحادية للقصبة والقصبة نفسها لا يتم إلا في الطابق السفلي الأرضي.

و يظهر أن البنايات المتصلة بالقصبة لها ثلاثة مستويات من الارتفاع، إضافة إلى السطح في المستوى الثاني والثالث هناك ممرين مسقوفين يطلان على الصحن.

الوصف البنائي:

اعتمد في بناء القصبة على التراب الممزوج بالتبن والماء، ويبلغ سمكه 0.7م في الطابق الأرضي، وأعمدة من الآجر في الداخل؛ هذه الأعمدة متصلة فيما بينها بأقواس في فناء/صحن القصبة وفي الطابق الأرضي، وتنتصب هذه الأعمدة على شكل مستطيل. كما أن الجدران الخارجية هي الأخرى مغطاة بالطين الممزوج بالتبن؛ وهناك نوافذ مختلفة الأشكال توجد بها شبابيك سلكية و تبدو كل واجهات هذه النوافذ مزينة بالكلس والجير.
كان النظام الدفاعي يعتمد أساسا على مرامٍ (فتحات Mortrières ) ، منتظمة توجد بالأسوار الخارجية وفي جميع المستويات كذلك في ثقب المراقبة بالمدخل الرئيسي. الأقفال مصنوعة من الخشب، وتستعمل في أغلب الأحيان في بعض النوافذ المطلة على البنايات المتصلة بالقصبة، وتحتوي على شبابيك خشبية. مواد الزخرفة المعتمدة داخليا وخارجيا، توجد بالأخص في الجزء الخارجي من البناية واستعمل الآجر في الأشكال الهندسية المختلفة، كالأقواس في الجزء الأعلى من الأبراج وحائط "السُّتْرَة" . و خضعت القصبة إلى عملية ترميم، تعتبر الأهم وكان ذلك في التسعينات من القرن الماضي.

وصف المحيط:

"بَنْ مُورُو" توجد قرب الطريق الرئيسية، وتحيط بها حقول غير مزروعة، وبعض المنازل التي بنيت بجانب القصبة بنايات تابعة للفندق. الملاكون القدماء يقيمون ببيت جديد على بعد أمتار قليلة من 
القصبة وتظهر قبة ممتدة في اتجاه واد الحجاج


جميع الحقوق محفوظة © 2013 واحة سكورة
تصميم : يعقوب رضا