تعد قصبة امرديل من أشهر القصبات، تم إنشاؤها في القرن17 على يد محمد الناصري. صنفت كتراث عالمي انساني

الخميس، 7 مايو 2015

جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية بسكورة ورزازات

جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية
"وادي الحجاج" له دلالة ومكانة في ذاكرة سكان منطقة هسكورة، لكونه حسب الروايات الشفاهية كان مجمعا لحجاج مناطق ما وراء الأطلس الكبير، وحجاج الأطلس الصغير، الذين كانوا يجتمعون في منطقة بجانب الوادي ما زالت آثارها ومعالمها بادية إلى حدود الساعة، هذا إضافة إلى أن وادي الحجاج كان له دور مهم في توفير الماء، وتغذية السواقي، بواحة هسكورة بوارززات.

تأسست جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية بمبادرة من عدد من مثقفي منطقة هسكورة الموجودين بالدارالبيضاء، بهدف تسخير إمكانياتهم المادية والفكرية لخدمة مسقط رأسهم، المنطقة التي ترعرعوا فيها. هذا ما أكده إدريس العمراني، رئيس الجمعية، مضيفا أن من بين أهداف الجمعية، تنمية أواصر التعاون والتآزر بين سكان منطقة هسكورة، من أجل تنمية المنطقة ثقافيا ورياضيا وفلاحيا، وخلق علاقة التواصل بين العائلات، وكذا الاهتمام بإصلاح وترميم المدارس، والمساجد، وحفر السواقي، والآبار.

وأبرز في سياق حديثه لـ"المغربية" أن الجمعية تساهم في تنشيط السياحة بمنطقة هسكورة والحفاظ على المآثر التاريخية والبنايات القديمة وتوعية الفلاحين بأهمية الماء وترشيد موارده وتدبير استغلاله، ومساعدة الفلاحين على حسن تدبير إنتاج وتسويق الزيتون والزيت بطرق معقلنة.

واجتماعيا، تقدم الجمعية مساعدات للأطفال اليتامى، والمعوزين، تتمثل في أدوات التمدرس وتشجيع تمدرس الفتيات وإعطائهن الأولوية.

لجمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية مكتب مركزي يتكون من سبعة أشخاص، الرئيس ونائبه والكاتب العام وأمين المال ونائبه ومستشارين، يقوم بتسيير شؤون وأنشطة الجمعية، التي يوجد مقرها الرئيسي بتجزئة لطيفة شطر "س" رقم 25 عين السبع الدارالبيضاء، كما جرى إحداث فرع بقيادة هسكورة، هذا المقر الذي أصبح صلة الوصل المباشر للجمعية بالمنطقة، والذي يشرف ميدانيا على مشاريعها هناك، ما يسهل التواصل بين المكتب المركزي وبين مختلف الفاعلين بمنطقة ورززات.

وتفعيلا لأهداف الجمعية ومساهمة منها في التنمية القروية والبشرية في منطقة هسكورة خاصة، وإقليم ورززات عامة، قامت الجمعية، منذ تأسيسها بتاريخ 18 فبراير 2001، بعدة أنشطة ومنجزات، فعلى المستوى الثقافي، يقول إدريس العمراني، نظمت الجمعية ندوتها الوطنية الأولى مابين 31 ماي و1،2 يونيو 2002، تحت شعار "المكون الثقافي بمنطقة هسكورة"، بتعاون مع مندوبيتي وزارتي الثقافة والسياحة بورززات والجماعة القروية لسكورة أهل الوسط، وكلية الأداب والعلوم الإنسانية، بابن امسيك بالدار البيضاء.

وكان موضوع "التراث المعماري بإقليم وارززات ورهانات التنمية"، محور الندوة الوطنية الثانية التي احتضنتها قاعة المجلس البلدي بوارززات، وهي الندوة التي نظمت بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بابن امسيك بالدارالبيضاء، وكلية العلوم السملالية، بمراكش، ومندوبيتي وزارة الثقافة والسياحة بورززات، والمجلس البلدي، والجماعة القروية لسكورة أهل الوسط. هذه الندوة يقول رئيسها، تناولت عدة مقاربات، كالمقاربة الأركيولوجية التاريخية للقصبات بإقليم ورززات، والمقاربة السوسيو ثقافية للقصبات والقصور، والمحافظة على القصبات، وصيانتها من التلف، والدور الثقافي والسياحي والاقتصادي والتنموي للقصبات والقصور بالإقليم.

وأبرز العمراني، رئيس جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية، وهو يتحدث عن حصيلة أهم أنشطة الجمعية ومنجزاتها، أنها نظمت يومين دراسيين وتحسيسيين، حول الفلاحة البيولوجية بمنطقة هسكورة، شاركت فيهما المفتشية الجهوية لإعداد التراب الوطني والبيئة والماء بأكادير، علاوة على كلية العلوم السملالية بمراكش والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورززات، وكذا ممثلي مشروع التنوع البيولوجي بورززات، وعدة أساتذة ومهتمين بالفلاحة البيلوجية والطبيعية بإقليم ورززات، إضافة إلى فلاحي منطقة هسكورة.

وشكل موضوع "تراث وفنون الصحراء أصالة التاريخ وتواصل الإنسان بين المحلي والعالمي"، محور الندوة الوطنية والدولية الثالثة، وتناول موضوعات الحكم الذاتي لقضية الصحراء المغربية، والخصوصيات المحلية في الصحراء، والتأسيس لخطاب جديد حول مفهوم التطور، وكذا موضوع مقاومة قبائل الصحراء بين المحلي والعالمي، وموضوع التراث الطبي الصحراوي، وموضوع المخطوطات الصحراوية، وتوثيق التراث المغربي، وغيرها من المواضيع لأساتذة باحثين من المغرب، ومن دول عربية وأفريقية شقيقة، والتي لاقت إقبالا جماهيريا واسعا ومشاركة فعالة للمهتمين بالشأن الثقافي محليا ووطنيا.

وتطويرا للعمل الإشعاعي والثقافي، قامت الجمعية، سنة 2006، بنشر كتاب "التلقي في النقد البحوث الإعجازية نموذجا"، للدكتورة السعيدة عزيزي، كما نشرت، سنة 2008، كتاب "مكنز التراث الشعبي المغربي" للمؤلفة نفسها، تشجيعا لبعض أعضائها في إبراز مؤهلاتهم العلمية، ولتعميم الفائدة العلمية.

وفي إطار التواصل والتعاون بين جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية، وفاعلين جمعويين وحكوميين، تشارك الجمعية في عدة لقاءات محلية ووطنية، ذكر منها إدريس العمراني، على سبيل المثال لا الحصر، مشاركة الجمعية في أوراش التشاور المحلي، لقصر أيت بنحدو، التي نظمت تحت شعار "تدبير التراث والتنمية المستدامة" بمدينة ورززات، ومشاركتها في اللقاءين التشاوريين، الذين نظمتهما عمالة إقليم ورززات مع العديد من الجمعيات المحلية لبحث سبل تفعيل مبادرة التنمية البشرية بالإقليم، وتنظيمها لدورتين تكوينيتين، لفائدة مؤطري محاربة الأمية.

كما تشارك الجمعية في جميع الأنشطة، والأيام الدراسية والتحسيسية التي تنظمتها نيابة وزارة التربية الوطنية بورززات، سواء لتتبع وتقييم برامج محاربة الأمية والتربية غير النظامية أو المنظومة المعلوماتية، أو لاستعراض نتائج البحث الوطني حول الأمية وعدم التمدرس، وفي دراسة تصنيف الجمعيات المنظمة من طرف وزارة التربية الوطنية، بالرباط، سنة 2007.

وتحقيقا لأهدافها الرامية إلى إنجاز مشاريع تنموية بمنطقة هسكورة، خاصة، وإقليم ورززات عامة، أبرمت الجمعية عدة اتفاقيات شراكة، مع كل من المجلس الجماعي لجماعة سكورة أهل الوسط، ومع وزارة الثقافة، إضافة إلى اتفاقية برنامج مع وزارة التنمية الاجتماعية، بهدف إحداث مركز لإنتاج الزربية، وتعليم الفتيات فن الطرز والخياطة بمنطقة هسكورة، واتفاقية شراكة مع المؤسسة المغربية للشباب المبادرة والتنمية "مؤسسة مجيد"، فيما تهم اتفاقيتي الشراكة مع النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بورززات، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني،الموقعين سنة 2005، مجالي محاربة الأمية، والتكوين المهني الخاص بتعليم الفتيات فن الطرز والخياطة.

وتحقيقا لهدفها في محاربة الفقر، من خلال تشجيع السكان على تمدرس أبنائها، وزعت جمعية وادي الحجاج، ابتداء من سنة 2002، إلى غاية اليوم، حوالي 11 ألفا و 700 محفظة، مجهزة بالأدوات المدرسية على الفتيان والفتيات الأشد فقرا بالإقليم عامة، ومنطقة هسكورة، وإدلسان، وغسات إمغران خاصة "وهذه المبادرة تهدف إلى تشجيع الفتيان والفتيات بالعالم القروي، على التمدرس الذي يكسب المعرفة ويحارب الجهل ويقف سدا منيعا دون تلقين الصبايا الأفكار الهدامة ويشجعهم على حسن تدبير حياتهم اليومية والمستقبلية، من خلال المبادئ والقيم التي يتلقونها بالمدارس.

من مشاريع الجمعية، أيضا، تأسيس مراكز الإعداد الحرفي، في حوالي ثلاثين جمعية بمنطقة هسكورة، تشجيعا للمرأة القروية في الدواوير، ولاستغلال أوقات فراغها في العمل الحرفي بمقر جمعية الدوار الذي تسكن فيه، كما قامت الجمعية كذلك بتنفيذ مشروع التربية غير النظامية، الذي استفاد منه، سنة 2006، ثمانية مجازين عاطلين كمؤطرين، وسنة 2007 ثلاثة مؤطرين، وسنة 2008 أربعة مؤطرين عاطلين، أما برنامج محاربة الأمية، فاستفاد منه سنة 2006 سبعة مؤطرين، وسنة 2007 ستة مؤطرين عاطلين، هذا وبلغ عدد الأفواج الذين استفادوا من برامج التربية غير النظامية، خلال هذه المدة 15 فوجا بمعدل 30 تلميذا وتلميذة لكل فوج، كما استفاد من برنامج محاربة الأمية، خلال نفس المدة 13 فوجا، بمعدل 30 مستفيدا ومستفيدة عن كل فوج.

وفي إطار برنامج مساعدتها الاجتماعية، قدمت الجمعية عدة مساعدات عينية لبعض الجمعيات، بمنطقة صاغرو، التابعة لهسكورة، مثل جمعية الكدارة، وجمعية مكرمان التسوية، وجمعية الإخلاص والحدادة وأولاد علي وتاسكوكامت، كما قامت بإصلاح ساقية أولاد امبارك، وإصلاح وتعميق العديد من الآبار بالمنطقة، وساهمت في ترميم وإصلاح بعض المدارس، مثل المدرسة المركزية، وثانوية الزيتونة بهسكورة، وكذا تقديم العديد من المساعدات العينية لمحتاجي المنطقة.

ويبقى من أبرز تدخلات الجمعية لفائدة سكان المنطقة، مساهمتها، إلى جانب جمعية سكورة للتنمية، وباقي الجمعيات التنموية والمحلية بهسكورة، في عملية الإعذار، التي استفاد منها حوالي 400 طفل، من منطقة جماعتي سكورة وإدلسان، كما قدمت الجمعية عدة مساعدات عينية لجمعية التحدي للمعاقين، وللجمعية الخيرية دار الطالب بهسكورة.


ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 واحة سكورة
تصميم : يعقوب رضا